شمروخ الأرجوز
30
ح يحصل ح يحصل
يا مصر عشتك أمل فى الشوق وزهر الورد
حضنك مراسى الحيارى تمسح دموع ع الخد
حين يعلا صوت الخلايق فى الغيطان بتجاويى
ينشق صدر الحجر ويغنى قلب الأرض
لو ينسوا يوم البشر انتى ما تنسيش حد!
محلاك يا مصرى فوق شطوط النيل
عرقك مع الطمى فى عروق النبات بيسيل
فى كتابى شايف قصة – المستقبل
م الطمى طالع .. م القهر طالع ..
م الحزن طالع .. تكتب المواويل..
عدلى فخرى – فى حب مصر
رجل صاحبى (عدلى فخرى) فى هدوء .. وصمت ..
ظل ينسحب من الحياة عامداً وهو المتعطش لها النهم إليها
وينسحب من الوطن وهو الذى شرق باسمه واختنق بمأساته وأغنياته..
انسحب (عدلى فخرى) فى صمت وهو الذى ظل يصرخ من أعماقه منبهاً الغافلين
فاضحاً المتخاذلين، لاعناً الخونة والمتآمرين – يا مصر !! لسنوات وسنوات ملأ قاعات
الجامعة وساحات القرى والمعسكرات والبيوت والمسارح المتاحة مثل قاعدة تشايكوفسكى – التى صارت مزار للألوف يرددون خلفه أو ينشدون معه مؤازين
صرخاته المحذرة الواثقة وآهانه المنذرة العاشقة.
- (أصحى يا بلدى إصحى ، واتذكرى وأوعى تنسى جرحك يا مصر وجرحى .. سيا شراع السفينة)
- (بابلونيرودا .. الدم فى طبق الرئيس الأمريكاتى)
- (صوتك على موج البحور لقلوبنا سارى .. زى ابتسامة الطفل فى القلب اليسارى)
- (فى قلبى نبض وفى العوق من نبض ستة وأربعين)
- (الكلمة اللى ما تبقى رصاصة .. ملعونة وخاينة)
- (اتذكر وانت بتقفل بابك لجل تنام متطمن كل مساء .. إن الأوقات فى نفس الساعة بتموت م الجوع أو تحت نايالم الطيارات الأمريكية).
- (الفن لو كان أصيل زى الطعام يا ناس.. )
- (شد العروق يا رغيب شارب عرق سبال)
- (لولى يا لا للى يا حلوه ياللى – ع الباب يا مصر وجوه قلبى تمللى)
- (باحب صوت الكنايس وأعشق هديل الأدان)
- (ولا زى نيران الحرب تطهر قلب وعقل الناس ولازية صوت الشعب يخللى الجنتوج حماس). (إيدك ع الزناد قلبك على المصانع) .. وغيرها..
- يرددها خلفه ألوف الطلبة والعمال والناس البسطاء والفلاحين .. وأيضاً المثقفين (النسأيين) أو(المتناسين) الآن – تلك الايام المجيدة حينما كان لكل شئ معناه (وليس بما معناه) وحيث لم يكن الوضوح جريمة ولم تكن البساطة والبراءة عاراً ولا التواصل سطحية وتخلفاً.. وحين كان للوطن حدود – لا على الخريطة – ولكن فى القلب رغم الغرباء، وكان الغناء فعلاً جميلاً وموقفاً والفن أملاً من لحم ودم وعشقاً ينتصر على كل هزيمة قبل أن تسفح دماء الأمل هدراً على مذبح الوهم الجديد .. انسحب (عدلى فخرى) بعد الانسحاب (الثالث) الكبير من (بيروت) وباءت كل محاولات إعادة صوته ولى حنجرة الوطن بالفشل وخاصة بعد موت (أمه بالرحم والدم). بعدها – قرر أن يموت وترك المرض الذى حتطم قلبه ، دون أن يقاومه ولو ينشط ذاكرته وذاكرتنا بأننا (حرتنا بالدبابات الشط يا سينا ما احنا ولاد الرجال الحراتين الغيطان..)! فمن يستطع أن يعيد إلى أعنياتى التى حملها إلى القبر معه صديق العمر (عدلى فخرى) فى هذا الزمان عديم الوفاء ضحل الذاكرة، سيتم الوجدان؟!.
فى وداع عدلى فخرى
أنا قلبى ليه ما قدرش
ضاقت حدود الحلم .. صحينى
الليل ما عادش على القلوب ستار
العيب صبح أفصح فى حضن الليل
والكدب فلق النهار
كل البنات فى الجرن عريانه
كل الولاد فى الجرايد بالجنيه والولار
كل الرجال هربانة من بختها بتتقلى بالأفكار
بتغلى ميه وزلط تطفى لباليبها
تحتا رفتخضع فترضى
باللى انكتب فى دفاتر ما نهش ديبها
وباللى صدفة فلت بين نابه وضوافره
واللى وقع م البطر
من منخله المخروم بملاعيبها
مش قادر أهرب من رموش عينى
ولا قادر أقرب من شطوط البحر
لو كان فهمت
أنا قلبى ليه ماقدرش ؟!
الدنيا عز الشمس برد وتلج
واللى اتفطم ع الدفا فى حضن أمه هج وخربها
غيطنا يبيس ومن تقل القلق سوس
طارح شجر ما كبرش
جميزة ما اتختنش
نخله من الخجل قوس
عجز على قصر عودة .. ما رماش غير صيص
ولو أنه ساعة المغارب منظر كويس
واللى عفى وفيه نفس مقعد على القرافيص
فتح البيان للغريب فى عقولنا بيدهوس
عبي كفوفك م الندى .. حمينى
وسقسقى عرقك على جبينى
ما قدرش حبك يا أمه يشفينى
ولا دعوتك ترقينى أو تحمينى
ومافيش نفس يحتج
الصبر لعنة رضاك اللى الزمان خذله
منذ الضمير أعرج
وأنا الجبلة اللى ما حستش أحزانك
ولا حسيتش طرحك فج
سلمت لغراب الخارب بستانك
قعدت أرتب وارتل ورث أزمانك
أكتب أغانى أخربش صلب جدرانك
قصقص عبيدك ضوافرى
ومصمصوا حتى العظام وجدانك..
حين اكتفينا نداوى الحمى بالبرشام ..
وبقى الطبيب عالم برتبة حاج
شيلينى هيلا بيلا وارمينى فى بحر النيل
يمكن يروق يعفى عنى
يحل منى المرض
يزيح من القلب ما اتسرسب إليه من غرض
اكشط حروف الكدب م الغنوة واتغير
أنقش بإيدى ملامحك منه واتعطر
أنزع من الروح خناجر من قديم جرحك
قومى .. أنهضى واجمعينى من شتات جسدك
ودثرينى زاد عليه الخوف..
إملينى تانى نغم وصلصلة وسيوف
عجنى عجزك الشوف
قومى أخبزينى كفوف
مازال فى قلبى بواقى حروف من فرحك
بتنزنى ع العشق
تهمس لى أن طاب طرحك
لافينى بالجلابية .. أغسلى الطرحة
فزى نادينى وكونى لضى بكرة دليل
على حضن شوق مسرجه بتشهق هزيع الليل
قومى اسندينى بعزة المواويل
مازال لطينك قدرة على نفسه
يخضر الناشفة لو حتى يضيق نفسه
ما زال بقلبى بعض من حبك
وبعض من نبض قلبك
أتر بنفسى لشئ قديم ولا ماتش
شئ .. ما هو ش مستحيل
نبيل .. أصيل .. ما قدرش يتغير
يتحدى ضيق الحلم .. لو فرحة تصحينى
أعطينى يا أمه أمارة
الوقت لسة ما فاتش.
كان لابد
كان ضرورى "مصر" تنكر
ابنها
وشباب "بيروت" يموت على
صدرها
كان ضرورى
و"موسكو " تفقد حسها
و "عدن "ترحل ورا أوهام
سراب
تشنق الحلم اللى كان من
نفسها
كان ضرورى
يشبوا عن حوشى الصحاب
ويرازينى أعز مالى بالغياب..
وبلادى تعز عنى شمسها
كان ضرورى يهننى جلادين
"نيرودا.."
يسرقوا منى بطاقتى وطعم
شعرى
وغصب عنى يبتلوا فى
العاصى عليهم من خيالى
وبدع أمرى
ويقاسمنى لقمة الأيتام غراب
الشوم
وينهش لحم صدرى
ويحاصرنى بلؤم مكر الجن
والعفاريت
وبطباع الغوازى
وبجنون النازى والغازى
وهوى الحاكم بأمره
مش بخاطرى لكين بخاطره
يخفى من كشف التواريخ
أسمها
وم الخرايط رسمها
ومن فلسطين قدسها
لجل ما تموت الأغانى
وعلى لسان "عدلى فخرى"
يجف ريق شعرى
اللى كان فى هواكى بالأحلام
بيسرى
وف قلوب أولادك الأيتام
بيمرى
آه .. يا غيطان الرياح ..
يا حواديت التلامذة فى الصباح
يا تراب "سينا" وهو أشراع
السفينة..
كان زمان الأرض تعرف فى
السياسة
وهموم الناس بتشعل فى
قلوب الجيش حماسة..
"نحب صوت الكنايس"
نعشق هديل الأدان
..
شيلنا زعف النخل
شيلنا فانوس رمضان
..
وغطسنا فى غطاسها
وقرينا القرآن ..!"
**
آه يا غيطان الرياح
غرقوا "شبرا" فى حواديت
الولايا
وانكتم جبن وغشم صوت
السلاح ..
ظالمين وألا ضحايا
حرموا "ميت سلسيل" من
التوتة وم التيل والصبايا
لبشوا كمشيس بقفاطين
السياحة والعصايا
لبسونى مريلة جدى اللى
كان والى الجباية والسقاية
دورونى ساقية وطاحونة و
رحاية
يا فصاحة أمة فى غاية
الصناحة
لعبونى ع الحبال – يارب
خلى
لولى .. يا لولى يا لا للى
ابنك الفرحان تمللى
هدته الأحزان يا خلى
واللى كان عمره باهات حبك
يهاتى
إلا للطين الشراقى ولم يطاطى
أو لغيرك ينحنى يسجد
يصلى
مات غريب الدار بحبك
اللى بيه الفرحة ماتت
واللى فيه النخلة فى عز
المواسم رنخت شاخت .. ومالت
واللى ما عدت شموس
صبحك على شطوطك
تنادى لك – تهلى
لولى يا لولى .. يا لاللى .
**
هيلا بيلا .. ما عادش حملك
على قد الحيل خفيف
ولا عاد حلمك تشدى عروقك
السمرا برغيف
ولا عاد العود يقول
فيشد بيك زندى الضعيف
زادت العلة عليه وإلا زاد
العيب عليك؟
صيرتى راضية بقلة القلة
وبالأندال .. تعلى..
لولى يا لولى . يا لاللى.
كان ضرورى ينكتم صوت
الغلابة الشقيانين
يبقى نكتة فى مهرجانات
النفوس المكسورين
وف بيانات الكوادر م
الشمال وم اليمين
وعلى لسان الأطبة المسئولين
والأحبة العشمانين فى
الكدب لجل أعيش بذلى
يلبسوا من البالة جينز..
الفلاحين
والتلامذة يعلموا حمزة
اصول المشى ديسكو
على العجين
كان ضرورى .. وقلبى يصرخ
قلبى يسأل..
إنتى روحتى يا قلبى فين؟
يا أمه لسة البنايين ببنوها ..
وبياكلوها حاف
يا امه لسة أولادك التراحيل
يناموا على رصيف
- الغربة مش لاقيين لحاف
يا امه ليه الموت خدك منى وأنا
من لسعة الخرازن والشومة باخاف
الحدادى على القبول
مترصدين
والأعادى قصادى صف
وبالخناجر مرصوصين
فى قصور السحت والسوق
الحرام متربصين
والدما فى طبق الرئيس
الأمريكانى
وعلى صدر الوزير المعجبانى
زى ما عودنا من ميات سنين
واحنا .. من رعب أنها تموت
الأغانى ..
ومن خجلنا .. عملنا حفلة
لجل ما نقول لك وداعاً
اللى عاهدناه نموت وياه
تباعاً
مقهورين ..!
مرثية جديدة لغزال البر
شعر
سعد عبد الرحمن
أبكيك أم أكبى الوطن
يا زهرة برية
نبتت على وجه العفن
يا نفحة من عطر أيام الاباء
يا لمحة من كبرياء
أنا لست أعرف ما يليق
فياترى من أين
ابتدئ الشجن
من اين ارتجل العويل
والدمع فى عينى لا يكفى
ولا يشفى الغليل
الدمع فى عينى نهر جف ..
غطاه العطن
"2"
أبكيك أم أبكى الوطن
والعهر فى كل العيون الآن
ينصب خيمة ..
ويشد أطناب الشقاء المختزن
والخوف يزحف أفعوانا
فى الدروب
الخوف يعتصر القلوب
وعلى البيوت
تحط أباح المصائب والرازايا
والكروب
وتطوف أسراب الجراد
وليس ثمة من مفر
أو ملاذ يؤتمن
غير الكفن
"3"
أبكيك أم أكبى الوطن
لا فرق لكن يا غزال البر
فى عصر الوهن
عصر القمامة والرداءة والتتن
عصر الصهاينة اليهود
والناعسين على الحدود
حتى المدامع .. من عيون المخبرين
ينهالها شك وظن
والعمر أن أحكى سجل للجراحات
العمر أن أحكى سجل للعذابات
العمر أن أحكى
سجل للمحن
"4"
ابكيك أم أكبى الوطن
والحرب عند ذوى العقول المستنيرة
يا شهيد العصر خلق سئ
خلق يدل على التخلف والبداوة ..
فالسلام هو التمدن ..
السلام هو التحضر ..
السلام علامة الخلق الحسن
وكان ما قد سأل من دمنا
فروى الأرض
ما قد سأل من دمنا
فصان العرض ..
شئ ممتهن
وكان ما قد كان من سادية
ما كان من وحشية
ما كان من ظلم وإرهاب وغدر ..
لم يكن
"5"
أبكيك أم أبكى الوطن
واللافتات الآن تكتب
باللغات الأجنبية ..
فوق واجهة المقاهى والفنادق
وعلى الحوانيت .. الدكاكين .. الحدائق
وغدا ميادين الشوارع
دور الاستشفاء والسينما..
وصالات العروض المسرحية ..
مركز الأمن .. المداخل والمخارج فى المدن
حتى مواثيق التزاوج والولادة والوفاة
عقود ملك الأرض .. غيجار السكن
حتى شهادات الدراسة
مضبطات البرلمان .. محاضر التحقيق
والحجز ..
استمارات المهن
"6"
أبكيك أم أبكى الوطن
والقلب باليأس اقترن
وعلى جدار الليل مصلوب .. جريح
قد حاصرته الريح
وتناهشت أحلامه الأوهام
لكن لم يئن
القلب اصبح يا صديقى ..
فى غشاء من نبال
وتكسرت فيه النصال على النصال
فبأىب عزم .. أى عاطفة ..
ترانى ألتقى فى الحلم وجهك
أن تغشانى الوسن
"7"
أبكيك أم أكبى الوطن
والسر فى فزع القيامة
كالعلن
هذا زمان اللنساء بلا جدال
استذوقت فيه الجمال
وتلبست فيه الحقيقة بالخيال
وبلا ثمن
بيعت كنوز المجد
والمجد اندفن
هذا زمان الجاز والديسكو ..
وأندية العراة .. زمان أغلقه الأمان ..
حبوب منح الحمل .. الخبز السياحى ..
الرشا .. وجميع أنواع الفتن
"8"
يا صاحبى ..
أخطأت حين أتيت فى هذا الزمن
اخطأت حين اتيت فى هذا الزمن
*حبة فى حبة ويوم يسابق يوم
كان ابن آدم بيقوى .. ويتعلم
على شط نيلنا المصرى كان بيقوم
بكره ح يحكم بلاده .. بكره يتكلم
بكره ح ينطق سلاحه وكف أيده .. يقول !
يعيش الغناء الجميل
هشام السلامونى
غلى روح الرفيق عدلى فخرى
العائش فى خمائل الغناء النبيل
*يموت المغنى ..
وتنقطف الروح وردة عشق تكابد ..
تنزف فوق صليب العناء
ويضحك "هيرود" .. يضحك جداً
ويفرح كل اليهود .. يقهقه حاخامهم فى انتشاء
و "بيلاطس" الغر يخفى الدموع بكم الرداء
وبين ذهول الجموع ..
على لحن قطر الدموع السخينة
ينفتح القبر .. ثم يقوم الغناء
**
ينفتح القبر ..
يصدح "عدلى"
كما كان يهوى .. وكيف نشاء ..
ويصدم "هيرود" .. يفجع كل اليهود ..
ويرتج حاخامهم إذ تراه الجموع وقد قبض
الكف فوق الهواء..
ذلك أن الغناء النبى..
- كنبض الحقيقة – لا يقبل الموت والانتهاء
يعيش ويثمر فينا نخيلاً سوامق "ترمى السلام"
بغير انحناء
وتسخر منا إذا ما استبد الأسى بالنفوس
وحين نطيل الرثاء ..
وداعاً رفيقى ..
غداً عين روحك سوف ترانى
تأبطت فى الدرب حلو الغناء
وجئنا نزورك ..
نقتطف الورد من ظلمه القبر
نخرجه فيشع الضياء ..
المضيفة مصطبة مصرية
بحب مصر مكيفة
أغنيات فى حب مصر
شراع السفينة
يا بلدنا ليك قيامه حتى فى سنين المجاعة
وربيعك له علامة العزيق والموت جماعة
مسلمين والا نصارى فى عروقنا بيسرى نيلك
واحنا ما دمنا فقارى غرقانين فى بحر ليلك
حلمنا يكون لك رجوع تصلبى حيل الجواعى
مهما كان حرمان وجوع تلبسى تياب الشجاعة
يا بلدنا يا ليل صبابه آاه يا شطوط الأمانى
مهما نهشوكى الديابة م العذاب ح تقومى تانى ..
باحب صوت الكنايس
وأعشق هديل الأدان
يا قلبى كون الف فارس
تحرس عشوش اليمام..
شيلنا زعف النخل شيلنا فانوس رمضان
كلنا الكعك بسكر والبيض الألوان ..
وغطسنا فى غطاسها وقربنا القرآن
ودوقنا عيش الرحمة فى النص من شعبان
ويا عينى .. يا بلدنا
يا شاربة الأحزان
يا خوفى من التوهة ..
فى بحور النسيان
م الدود اللى بيزحف فى طين الأوهام
ويدور فى الضلمة على قلب الإنسان
ويا خوفى لتجينا
أيامنا تلاقينا
ناسيين قصة سينا
تسرقنا السكينة ..
وتدوسنا الأزمان ..
وتراب مصر ح يرفض لو متنا يتاوينا
وتاريخ الأيام فى ترابه ح يطوينا
مع أن إحنا زحفنا وايدينا فى ايدينا
وشربنا الأحزان مع بعضينا وجينا
أنكتبت بدمانا
حواديت الشطان
واتعجنت بدموعنا
أساسات البنيان
واخضرت بعرقنا
فدان من فدان
لا هلال عاشها لوحده ولا عاشها الصلبان
واكم كنا يا فقرا .. فى شقاها سيان
ويا حزن بلدى القديم
يا اللى أغانيك نحيب
ضى الهلال الحزين طول عمره حضن الصليب
والحزن له فى بلدنا قصة طويلة حزينة
نحكيها لو ألف مرة للريف وأهل المدينة
علشان ما تفضل معانا زى الدموع فى عينينا
واصحى يا بلدى . .أصحى
واتذكرى وأوعى تنسى
رجحك يا مصر وجرحى
سينا .. شراع السفينة
إيدك ع الزناد
أيدك ع الزناد
قلبك على المصانع
خلى ضحك الولاد
يغلب صوت المدافع
إيدك ع البندقية
قلبك على الغيطان
خلى عيون الصبية
تحلم بيوم أمان
يا أبو العيون بيادر
يا ابو الحضن الوسيع
تهون كل الخساير
لجل يعود الربيع
شمس الصباح
عيونك شمس الصباح والمسا
وحضنك غيطان الحنان والعمل
واسمك يا مصر
اللى ما بيتنسى
يداوى الأسى
بالشقا والأمل
يا قطر النادى
يا طراوة الصباح
يا طعم الكلام والسلام والقبل
أشوف ابتسامتك
ندية وخصرا
على وش طفلة
تهون الجراح
واسمعا تضحك فى صوت السلاح
تهون المصاعب
وأهد الجبل !
الغنوة لمصر
يا عنب وتين البساتين
يا ورد خد التفاحات
يا خوص نخيل
رتوت وتيل
وطمى نبيل .. ومواويل
وطرح بنات
وتلميذات
وفلاحات
وحواديت وتاريخ طويل
يا مصر
يا نبض السنين
يا عرض جبين .. الفلاحين
فرحة قلوب العاشقين
الفنانين والشغالين
أن لم تكون غنوايتى ليك
ولهم يا مصر
تكولن لمين؟!
بحلم بك يا بكرة
باحلم بك يا بكرة .. فى عيون الصبايا
تمسح دمع عينى .. وتغسل أسايا
يا حلم بك يا بكرة .. يا مرسى المراكب
يا حضن الصداقة .. يا بيوت الحبايب ..
يا حلم به محبة .. فى قلوب البنات
تدفن تحان .. صدر الأمهات
فى ساعة ما تحكى لولادنا الحكاية
*
باحلك بمك يا بكره .. يا رغيف الجواعى
باحلم بك سنابل .. وأحلم بك صناعة
باحلم بك مداخن .. فى غيط الزراعة
وأحلم بك سفاين .. حروف للطباعة
تكتب اسم بلدى فوق زرقة سمايا
*
يا حلم بك أغانى .. فى ضل السلام ..
باحلم أبقى ريشة . .فى جناح الحمام ..
وأطير لجل أقابلك .. وأفرد فى سماك
وابشر ولادنا .. بقدة خطاك
وأقول وأهل بلدى يغنوا معايا
باحلم بك يا بكرة ..


أغنيات العمل الإنسانى
هوبة وشيل
كل الجدران دى .. هيلا بيلا
شيلتها على كتفى .. بالشيلة
وبلقمة بالملح قليلة ..
ما دام لك ضهر .. تشد الحيل ..
هوبة وشيل .. عبى وشيل ..
يا ما لسة .. ولسة .. يا سمرة تشيل
كانت الأرض خرابة خرايطة ..
صبحت حيطة بتسدنا حيطة
متقسمة أجدع تقسيم
يوم الحفلة يمدوا شريطة
بيجوا الكبر الأمرا ف زية..
يا طرمبيطة سلام تعظيم
واحنا خلاص ما دمنا غلابة
ممنوع ندخل م البوابة
أصل خلاص دى حسابه كتابه
وأحنا قبضنا بالملاليم
قال وعايزنى أفرح يومها
واقطع جلابيتى غسيل
هوبة وشيل .. عبى وشيل
ياما لسة ولسة يا بكر تشيل..
عمدان الخرسانة جعانه
فاتحة الحلق على الكواريك
والمونة الحية واكلانا
دون الخلق الله لا يوريك
وانت يهمك
يحرق سيرك
دانت لابد يا شاب مسيرك
تلقى الحلوة اللى ح تلمك
وح تعمل لك
لقمة ترمك ..
بقى معقول .. تفضل على طول ..
تلفع ياما حمول .. وحمول
وتعلى عمارات وبيوت
وتيجى تموت من غير ما تطول
شبرف شبر
ف شبر يلمك
هقه وحقه
والفين لاه
دا يبقى خازوق ناشف وأصيل ..
هوبه وشيل .. عبى وشيل
ياما لسة ولسة يا عطوة تشيل
يا لقمة تعالى .. تعالى ..
ما دمتى جلالى بلالى
ياما شلت أ؛مال وجبال
ياما شرب عرقى السقال
خليت الواطى علالى
ولا جيب عندى ولا حق
مليمى م الأيد للبق
وأشر وأشد واكركر
فى الشاى فى الجوزة وأعقر
واتمتع طول الليل ..
هوبة وشيل .. عبى وشيل
ياما لسة ولسه يا جمعة تشيل
أوعى تفكر .. راح تتعكر
خلى الليلة تفوت عنابى
كركر حبة .. وقوم ارتاح
مشواره بكرة أكيد كعابى
عبى وشيل الله تدبيرها
ولاح تعيش وح تاخد غيرها ..
وأكتر من ده تزيح يا جميل
هوبة وشيل .. عبى وشيل
ياما لسة ولسة .. يا هلف تشيل
*
صابر يا جمل المحامل يا ماع الحمال ..
طالع ونازل بفاسك فى الصخور أجيال
والجوع مالوش قلب كافر لما يتمكن
والصبر قتال إذا لو ما خلقش رجال
ونقول يا ليل ويا عين ..
*
وعدى يا مصرى بحر الليل بموالى
قبل وبحر وفكر كل يال خالى
انت رويت الغيطان والأرض ونشيتها
أنت حييت الصحارى والجسور عليتها
والميه خليتها تزحف تطلع العالى
كمل بإيدك وقلبك سكة شقيتها
ونقول يا ليل ويا عين
فى كفوف أيديك المستحيل ممكن !
*
عجبى على بذرة تصبح سنبلة وكيزان
وعود صغيرة حطب ناشف بيعلا عيدان
فى كف إيد الرجال عمر الحياة ما تموت
حتى فى ليل العذاب حتى فى ضل الموت
طول عمرها خضرا تحكى قصة الإنسان!
*
حتى الغريب .. يلقى الأمان فى الصحبة
وقلب لأصحاب ساعات أو فى من القربى
وسكة صعبة تهون لو تلقى صاحب صديق
يمسح عينيك م الأسى ويهون الغربة
ونقول يا ليل ويا عين
على صديق ع الطريق فى الحلوة والمرة
*
قلب اللى ومؤمن دليلة للنهار وحادية
مهما يطول الظلام – الفجر ملك إيديه
وعشان ابحبك يا مصر ضرورى راح أقاسى
وحط يا ليل وخيم .. أحنا مش ضعفاء
دا حنا اللى كنا .. ومصر بتحفظ الأسماء
واحنا اللى ح نكون .. لبكرة كلمته وأياديه !
*
بالكلمة بالغنوة والموال يدفوا القلب
يهون علينا التعب يا ناس يهون الصعب
والفن لو كان أصيل زى الطعام يا ناس
ولا اصيل إلا فن جميل يفيد الشعب
ونقول يا ليل ويا عين صبر الرجال محدود
على كلمة ليها معنى يا دمعة الأطفال
بابلونيرودا
الدم فى طبق الرئيس الأمريكانى ..
الدم فوق صدر الوزير المعجبانى ..
الدم فى المزيكة .. وف نوت الأغانى ..
يكتب شعاراتنا على حيطان المدينة ..
*
الفجر لسة بعيد .. بعيد ..
أوطان بيحكمها عبيد
وشوب أسيرة فى الحديد
والأم على أطفالها فى الغابات حزينة ..
بابلونيرودا ..
لوركا وحكمت عند شط الحلم لأخضر
مع أن فى البلد اللى أنا عشقته المشانق
جيفار شهدى والشفيع الحر لاسمر
صاحى كلامهم لسة بيدفى الخنادق
بابلونيرودا
ناصر وغسان عند شط الحلم الأخضر
مع أن فى البلد اللى باحلم به المشانق
فرج الله الليندى ومحجوب فهد الأسمر
صاحى كلامهم لسة بيدفى الخنادق
ينزل ندى فى الفجر على سطح المدينة
*
كل الشوارع تنتفض كل الحوارى والغيطان
يقف المكن بيعترض تقف الليالى والزمان
تنهد جدران الزنازن والسلاسل والحيطان
وتهز صفافير المراكب كل مرسى وكل مينا
بابلونيرودا..
وصتك على موج البحور لقلوبنا سارى
زى ابتسامة الطفل فى القلب اليسارى
طول عمرى شايفة فى الحوارى وشايفة تانى
بيلم عضم الفلاحين من رمل سينا
بابلونيرودا
يخرس ميع الشعر تخرس القصايد
تخرس جميع الأغنيات الكدابين
تخرس لسان الكدب فى كل الجرايد
ويخرسوا كل الكلاب المأجورين
*
فى عز ليل القهر تخضر الأمانى ..
ورصاص بنادق الشوب
ويكتب تاريخ الشغالين !
يا مصر !
يا مصر حضنى فردته ع الغيطان شالها
ويراعى لما نظرته حطها .. وشالها
قطعت حر الحبل – نجم السما لحافى
ومشيت طريق الشقاع الشوك عليل حافى
لا طلعت يوم نخلتى ولا طلت صفصافى
لكن عشان بسمتك يا بلدنا نشقى لها
لولى يا لاللى
فى حب مصر
لولى .. يا لاللى..
يا حلوة يا للى ..
ع البال يا مصر وجوه قلبى تملى ..
*
يا حلوة ياللى أنتى السنابل والعيدان ..
يا حلوة يا للى انتى الندى وحب الكيزان
يا للى انت فوق سطح البيوت
صوت الككنايس .. والأدان ..
وعلى الشطوط
ضل الكافور
صفصاف وحور
وعلى القناية تيل وتوت وحبا جسور
ويا النسيم فى العصر يتمايل .. يصلى ..
لولى .. يا للى ..
*
يا حلوة يا للى انتى فى ليالى الصيف .. حواديت السمر
وأنتى العجين اللى عشان الفلاحين .. بات واختمر وفى الساحات انتى العيال انتى البنات .. انتى القمر
وفى الهجير صوت اليمام
فوق النخيل والساسبان
وللغريب ساعة اللقا .. وللصبية انتى
العريس المنتظر
اللى ولو كان فى الشقا .. مهدود
بيرفع للسما أكتافه .. يعلى ..
لولى يا لاللى
*
يا مصر .. من قبل الزمان بزمان .. وأنا
عشتك أنا ..
وعشقت حتى القمش وشطوط القنا
ولعبة الدخان على صدر السما ..
ورقصة المحرات ... على ضلوع الحجر
وطلعة الفجرية من ساعة سحر
وندهة الميه على جدور النبات
تصحى الجدور وتشق فى قلب الحجر
وغنوة السواقى
للأراضى الشراقى .. بالهنا .. يا فرحة هلى ..
لولى .. يا لاللى
عشتك مع الأرض اللى مستنية
مشتاقة ترقص ع النايات للمية
للشمس .. لما تشقشق الصبحية
وأما تشق اللوزة فى الضهرية
وأنا نحن ترق .. فى العصرية
وتلم كل الخلق ساعة المغرب
يدفوا قلب الجسر والزراعية
بالضحك .. بالمنادية .. بالملاغية
عشتك أنا .. بالحب والحنية
وبنيت لقلبى ف حضنك البنية
من كل حى .. وخدت منك أتر
م الأرض . م المية .. من الطين والحجر
على قد ما اديتك راح ادى كمان
يا مصر أنا الإنسان .. القادر الشتيان
اللى عرق دراعاته فتح وردة الأكمام
واللى فردلك ع الغيطان .. احضان
واللى بينسى لو تنادى شفايفك
كل الأسية وحرقه الأحزان ..
حين تندهى له فى الميدان ما يوانى
وأن تحتاجى له فى السلام ما يخلى
ولى خطاكى يا مصر .. فين ما يولى ..
لولى يا لا للى ..
صوت الشعب
حرتنا بالدبابات الشط يا سينا
إحنا ولاد الرجال الحراتين الغيطان
شيلنا البنادق وخوضنا البحر عدينا ..
داحنا سياد المراكب
صيادين مرجان
وهدمنا بإيدينا جدران الاسى فى شطك
ما أحنا الرجال بنايين برج الحديد والسد
وكتبنا بالدم ..
وقربنا صعيب خطك ..
ما هو إحنا برضه ولاد اللى نقشوا
ع الصخور المجد ..
*
ولا زى نيران الحرب
تطهر قلب وعقل الناس ..
ولا زيه صوت الشعب
يخلى الجند .. توج حماس
نبض السنين
فى قلبى نبض وفى العروق
من نبض ستة وأربعين
والعشرينات والخمسينات
من اللى جاى ..
ومن اللى فات .
من الدقايق والساعات
من السنين الألوفات
*
أنا الولاد ..
أنا البنات ..
أنا التلاميذة – التلميذات
أنا الرجال السهرانين
على المكن والمؤتورات
الفلاحين والأسطوات
أزهار بؤونة وبرمهات
وعلى المدقات البعيدة
عرق جبين الأبهات
وفى الشوارع العريضة
أنا رنين الهتافات
وكلامى زى النيل صريح
وفلح .. كلح .. ماهوش
رطان الخواجات
أنا خضار قلب البنات
أنا حنان الأمهات
أنا دفا الابتسامات
وأنا العشم فى ما هو آت
أنا تاريخ نبض السنين
عمرى ما يغلبنى الموات
*
أنا .. أنا المصرى أنا
لو يوم غلبنى الكدب
يقتلنى السكات
فاتفجرى يا هموم ليالى الصمت
فيضى أغنيات ..
دانا لو كتمت فى قلبى ..
ضاع عمرى اللى فات
منذ شهرين أو يزيد زارنى فى مكتبى بالأهرام شاعر شاب أسمه سمير عبد الباقى ليدعونى لمشاهدة عرض غنائى كان يعرض بعد حرب أكتوبر 1973 فى المركز الثقافى السوفيتى (قاعدة تشايكوفسكى) واسم العرض (فى حب مصر) وقد شغلتنى وأجباتى اليومية عن شهود العرض كما أنى بصراحة مكنت أشعر بفتور نحو ما يسمى عادة (أدب المعركة) أو (مرح المعركة) بصفة عامة لأنى كنت أحس أن الفن المستولد فى خلال ايام أو اسابيع تحت ضغط الأحداث لاستنفاز المواطنين للجهاد الوطنى أو لتمجيد بطولات أبطالنا على الجبهة. لابد وأن يحمل طابع العجلة والارتجال ولابد أن يكون ناقصاً فى الأصالة.
ولكنى من أصدقائى الشبان المتحمسين للعرض ذهبت ذات ليلة إلى قاعة تشايكوفسكى حاملاً فتورى معى ولكن ما أنا شاهدت هذا العرض حتى انقلب كل شى فى راسى وفى مشاعرى وأدركت أنى أمام عمل فنى هام وتجلابه فنية مثيرة، وأن (فى حب مصر) كانت أرض وأنظف وأصدق انتاج فى فن المعركة رايته أو سمعته منذ 7 أكتوبر..
لم تكن هناك رواية، وإنما كان هناك سبعة متصلة الخبات من الأناشيد فى حب مصر .. استغرقت زهاء ساعة ونصف الساعة ملكت على الناس أسماعهم وأبصارهم فمرت وكأنها نصف ساعة .. كانت الأناشيد ملونة فى أكثر مقاطعها بدعاء العابد لمصر. وبأفراح القلب للمصرى. وبأحزاننا الجنائزية المشهورة على دم الشهداء العراق. وبحماش طلاب الجهاد فى سبيل الوطن وبتهكم البسطاء البرئ على غيبوبة المترفين .. ومع ذلك كانت فى العرض من بدايته إلى نهايته وحدة نبض.. ونبض واحد فى الشعر والنغم لم يكن مصدرها وحدة الموضوع فقط وهو (حب مصر) ولكن كان مصدرهما إحساس عميق يشبه الوجه الصوفى بوحدة أمواج النيل وطمى الحقول وسمائهما الصافية من يناير إلى يناير وعرق الفلاح والمصانع ودم الجندى المصرى الذى روى رمال سيناء من عهد مصرائيم، فأن اردت أن تبحث عن قصة فى هذا كله فهى قصة أى أبن من ابناء مصر كان يعيش فى فردوسة الأرض فى براءة الطفولة الأولى فى أحضان أمناء العظيمة حتى كانت الخطيئة الأولى (كارثة يونيو 1967) وما أعقبها من علقم السنوات الست!.
آه يا مصر حمدين صباحى
لا يكلف الأحباء عن الرحيل ، يأخذهم قطار الموت السريع ويختفون تاريكن أيادينا على الأرصفة معلقة فى هواء الحسرة تلوح لهم بمناديل الدمع والذهول. كلما رحل حبيب تجدد الحزن.
اليوم نرفع أيادينا لنلوح من جديد: الوداع يا عدلى فخرى آه يا صوت جيلى الذى سرقوا منه العمر والحلم والصوت والوطن. آه يا نشيد الجموع التى احتشدت لتغنى معك "باحلم بك يا بكرة" ثم تفرق الحشد فلا جاء بكرة ولا نضج رغيب الفقراء ولا مسح الوطن دمعه محبيه .
آه يا لحن حلمنا العصى الذى تبدد فى غطيان الرياح. آه يا نبض الوطن الصموت الذى لم يتزلزل وهو يستمع إلى صرخة فدائك الضارع المهول " يا .. يا .. يا .. يا .. يااااااا مصر".
آه يا مصر التى لم تسجب لضراعتك الملهوفة: "عشان لقونى يا مصر شايللك جوه صدرى غربونى. لما لقوا أسمك فى قلبى حلفوا عنك بيعدونى. لكن أقصى من فراقك أنى لما أبقى فيكى يكتفونى. لما أعوز أبنيكى جنة يمنعونى. لما أعوز أطلق لسانى يخرسونى. يقصقصوا ريش الجناح وف سماكى يطيرونى . كل ما يهل الصباح مرة تانية يموتونى. وآه يا مصر بس لو كانوا يسيبونى".
آه يا عدلى فخرى
فريدة النقاش
برز "عدلى فخرى" مغنياً ومؤلفاً موسيقياً بصورة أساسية من الأوساط السياسية التقدمية، ثم بين الجماعات الفلسطينية، المقاتلة ضد الاحتلال الصهيونى فى أعقاب حرب اكتوبر عام 1973، حين كتب له الشاعر "سمير عبد الباقى" المسرحية الغنائية " فى حب مصر" والتى تميزت بطابع تجريبى وطرحت كل الاسئلة الشائكة للمرحلة سواء عن طريق التطور ونجحت نجاحاً كبيراً وتضمنت أيضاً بعض أشهر الألحان التى ألفها وغناها "عدلى فخرى" على "بالبلونيرودا" شاعر "شيلى" وأمريكا اللاتينية قادة الجنرال بنوشيه ضد حكم الرئيس الاشتراكى المنتخب "سلفادور الليندى" بتواطؤ كامل مع المخابرات الأمريكية.
الدم فى طبق الرئيس الأمريكانى
الدم فى المزيكة ونوت الأغانى
أتذكر
فى عالم بتموت فيه الأطفال م الجوع
ويبنى تجار الحر بالمجد
من عضم الأجسام البشرية
فى عالم نصة مسفوح الدم وعريان محكوم بالقوة
والنص التانى بينام
على صرخة فزع الأطفال
من حلم الحرب الذرية
ويعيش ع العيش المغموس فى الدم ..
فى عالم خايف مرعوب
غالب بالعنف ومغلوب
ويتحكم فيه القوانين الهمجية ..
والقوة بتصبح هية الحق
والكلمة الداكبة تصرخ وترفرف فوق العمارات ..
يبقى الباقى للمنهوب المغلوب
فى أى مكان أو أرض
أنه يفجر بركان الرفض
ويشق صدور الكداب
ويموت فى لهيب النار ..
لجل تعيش للإنسانية وللمستقبل – كلمة لا
تفتح فى السور الأبواب وتشق طريق للحرية !
وأتذكر
وانت بتقفل بابك لجل تنام متطمن كل مساء
إن الألوفات .. فى نفس الساعة بتموت
فى ألف مكان من ارض الناس البشرية ..
بتموت م الجوع ..
أو تحت نابالم الطيارات الأمريكانية!